أسمن رجل في العالم الأكثر قدرة على النحافة

كم هو مبتلى
كم هو شاق ومبهظ أن يفقد رجل 185 كيلوجراما من وزنه في عام واحد فقط، ولكنها الطريق الوحيدة أمام المكسيكي "مانويل أيرب" الذي كان يزن 560 كيلوجراما، ودخل بوصفه أثقل رجل في العالم عدة موسوعات منها آخر نسخة لموسوعة "جينيز" الشهيرة، والآن هو الأكثر نجاحا بين الرجال على وجه الكوكب الذين أنقصوا وزنهم.

ولا يعد أيرب الأنجح فقط في هذا المضمار، ولكنه يعتبر واضعا لطريق جديدة لإنقاص الوزن وتحسين القوام، أو مشاركا في وضعها، أفلح في أن ينقص على مؤشر الميزان ما عادل رجلين بالغين معتدلي القوام وزيادة، وهو بذلك أنموذج حي ناجح لحمية النطاق "Zone"، ومثال يحتذى لمن يريد أن يسير على نفس الدرب مسلحا بقوة الإرادة، وبحمية طبيعية خاصة سوف يدخل للمرة الثانية إلى الموسوعات، ويسجل رقما جديدا، ولذلك يقول مانويل لمن يراه: "انظروا لوجهي؛ لقد فقدت الكثير!".

حمية "النطاق"
حمية "النطاق" التي يشرف عليها فريق من العلماء وأخصائيي التغذية مبنية على معادلة صارمة في تناول الكربوهيدرات والبروتينات والدهون، وهي تعتمد على التحكم والسيطرة في مستوى الهرمونات بالجسم خاصة الأنسولين والجلوكاكونات.

هذه النخبة التي تشرف على حمية مانويل يقولون: "إن بقاء المستويات الصحيحة المعتدلة من تلك الهرمونات في الجسم من خلال التغذية السليمة يفرز كيماويات مضادة للالتهاب تكبح وزن الجسم من الزيادة، وتبقيه تحت السيطرة".

ويتناول من يمارس حمية النطاق غذاء ينطوي على نسبة 40/30/30 من البروتينات والكربوهيدرات والدهون على التوالي، ويوضحون أن الجسم في هذه الحالة يستخدم الدهون المختزنة في أنحائه في توليد الطاقة، وهذا يعني في النهاية فقدًا في الوزن.

يقول مانويل: "الحياة أفضل الآن؛ لأن الغذاء صار دواء، إذا ما تناولت الغذاء السليم فإن الجسم سوف يأخذ كفايته"، مؤكدا أنه لا يجوع لكي يفقد وزنه، فهو يأكل خمس مرات يوميا بشكل غير منتظم.

وللعجب فإن غداء مانويل كان طبقًا من الدجاج مطهوا في زيت الزيتون مع البروكلي والطماطم وشرائح من الفلفل الأحمر الطازج، كما رصده مندوب هيئة الإذاعة البريطانية بالصوت والصورة على موقعها على الإنترنت في 31-7-2008.

ويضيف مانويل: "إذا كنت استطعت أن أنقص وزني، فأي واحد يستطيع".

أمه فخورة
مانويل أيضا يستطيع أن يأكل الأسماك والدواجن، وبعض أنواع اللحوم، والعديد من الفواكه، والكثير من الخضراوات، ولكن ذلك كله محكوم بصرامة بكميات أطلق عليها "القوالب".

والمثير أن المشرفين على نظام حميته يسمحون له بشرب زجاجة من المشروبات الغازية كل يوم، بالطبع بدون سكر.

تقول عنه أمه أوتيليا: "إنه يحب الطعام، ولكني فخورة به للغاية؛ لما أنجزه في العام الماضي".

وبرغم هذا النجاح المبهر، فإن حمية النطاق لا زالت مثيرة للجدل؛ فعلى سبيل المثال جمعية "القلب الأمريكية" لا تحبذ الحميات التي تعتمد على تناول بروتينات كثيرة مثل حمية مانويل، فضلا على أن علماءها يقولون إنه لا يوجد دليل كاف على ما تخلفه هذه الحمية من آثار على المدى الطويل.

وبالمقابل فإن مبتكري هذه الحمية، أو بالأحرى "خبازيها" يقولون إن لديهم الكثير من الأدلة على كونها آمنة، وليست معتمدة على البروتينات بكثرة كما يظن.

ويوضح مبتكرو أو "خبازو" حمية النطاق أن كمية البروتين التي يمتصها جسم شخص تعتمد على طوله وبنيته، وهذا ينطبق أيضا على ما يتناوله من كربوهيدرات ودهون.

ويرجع وزن مانويل الفائق جزئيا إلى مشكلة جينية، وكذلك لشراهته ونهمه في تناول الطعام، وسمنته المفرطة تضعه في الذروة بين المصابين بالسمنة.

حالة قصوى
محاولا أن يضع حالة أيرب في منظور صحيح يقول الجراح المكسيكي روبرتو رومباوت: "مانويل أيرب حالة قصوى؛ فالسمنة المفرطة يتراوح وزن الشخص الزائد فيها ما بين 13 إلى 31 كيلو جرامًا"، مشيرا إلى أن حالة مانويل ليست مجرد سمنة مفرطة عادية، وإنما هي حالة استثنائية للغاية.

ويضيف المتخصص في السمنة الدكتور رومباوت: "هناك ما يزيد على 1.6 مليار مصاب بالوزن الزائد، منهم نحو450 مليونًا مصابون بالسمنة، وفقا لأرقام منظمة الصحة العالمية"، ويقول: "إن هؤلاء الناس يبهظون الجهات التي تقدم الخدمات الصحية في كل مكان".

ويرى الدكتور رومباوت أن الحمية لن تحل وحدها المشكلة التي صار يطلق عليها لشيوعها: "gloesity"، وهو مصطلح صك حديثا، اشتق نصفه الأول من كلمة "globe" الإنجليزية وتعني: "الكرة الأرضية"، ويعني هنا "العالم" على سبيل المجاز، بينما نصفه الثاني يرجع لكلمة "obesity" وتعني: "السمنة"، والمصطلح ككل يشير إلى تفشي السمنة كمشكلة عالمية.

وأخيرا، يرى الجراح رومباوت أن حل أزمة السمنة العالمية هو الرجوع للموضة العتيقة من ممارسة التمارين الرياضية، وتغيير العادات الحياتية.

وبالعودة إلى مأوى مانويل الذي يرقد / يجلس عليه فهو عبارة عن سرير مقوى بالفولاذ لم يبرحه منذ ست سنوات، وبجواره جهاز تدليك يستخدمه في تنشيط الدورة الدموية في أطرافه؛ فإن الحركة الوحيدة التي يستطيع أن يقوم بها هي التأرجح بين الرقاد والجلوس معتمدا في ذلك على شدات معدنية أعلى سريره يتعلق بها بيديه الضخمتين.

صديقة جديدة
حلمها أن تراه يمشي على قدميه، هذا هو الحلم الذي يراود فتاته الجديدة كلوديا، والتي تساعده على الاغتسال، وتناول طعامه، وتشجعه منذ نحو عام على فقد المزيد من وزنه.

تقول كلوديا: "نحن سعداء للغاية للجهد الذي صار يبذله مؤخرا" مشيرة: "أحيانا يصبح حزينا ويبكي لأنه لا يستطيع أن يغادر سريره، ولكنه مثال للآخرين المصابين بالسمنة الذين يتقدمون وينجزون".

مانويل يحتفظ بنسخة من الكتاب المقدس بجوار نسخة موسوعة جينيز التي تبرز صورته على غلافها.

يقول مانويل: "لدي كلوديا وأمي وربي لكي أشكر.. إني سعيد




المقالات ذات صله