لنكُنْ من سـعداء الدنيا والآخرة: خطاب ضمان لطول الحياة
في أول رمضانٍ يمرّ على باب التنمية الذاتية، أردنا أن نؤكد أن التنمية البشرية ليس هدفها السعادة والنجاح في الدنيا فقط؛ ولكنها السعادة المطلقة في الدنيا والآخرة.
فمَن منا لا يرغب في أن يكون من سعداء الدنيا والآخرة؟
ومن منا لا يبحث كيف السبيل إلى تحقيق هذه السعادة؟
فهل تريد أن تكون من هؤلاء السعداء؟
خطاب ضمان لطول الحياة
العاقل منا هو الذي عندما يفكر في شراء سلعة ما، أن يبحث عن أحسن المنتجات من أحسن الشركات.. ولا يكتفي بهذا فقط؛ بل يُصرّ على شهادة ضمان الجودة، وشهادة ضمان لاستهلاك السلعة، مع التأكّد من وجود خدمات ما بعد البيع؛ حتى إذا تلِف جزء من المنتج أسرع إلى مراكز الخدمة مستخدماً الضمان.
هذا في منتج من صناعة المخلوق؛ فما بالك بمنتج من صناعة الخالق الذي أعطى عليه شهادة جودة وشهادة ضمان قال تعالى {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}، وقال عز وجل {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}؛ القلب والعقل، ويسّر له مراكز الخدمة والصيانة 24 ساعة حتى أنه تبارك وتعالى قال {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ}، وقال عز وجل {الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ، وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ، وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ، وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ، وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ}.
فكيف تستثمر ما تملك من الكمال البشري في الخلق والخلقة، ومعك ضمان لطول عمرك وما يكفيك من هداية، وطعام وشراب، وعلاج، ومغفرة، ونِعم لا تُعدّ ولا تُحصى، جعلها لك خالقك لتكون في خدمتك، لتكوّن بها في خدمة نفسك وسعادتها؛ أي تكون سعيداً بما تملك، وأن تستثمر سعادتك هذه لتزيد وتزيد حتى تفيض على من حولك؛ فيكون لك السبق في خير الآخرين وسعادتهم.
وحتى نستطيع أن نصل إلى كيفية تطبيق هذا الكلام على حياتنا، سنقدم في كل حلقة تدريباً أو اختباراً يساعدنا على فهم أنفسنا، ومن ثمّ رسم الخطوات الأولى في الطريق الذي من شأنة أن يجعلنا من سعداء الدنيا والآخرة.
تدريب إيماني
حاول أن تغمض عينيك لمدة دقيقة وتخيّل حركة شَربة ماء داخل جسمك من بداية دخولها إلى فمك وحتى خروجها منك.
أحضر ورقة وقلماً وأجب عن الأسئلة التالية:
1- ماذا ستفعل لو لم تجد شربة الماء هذه؟
2- ماذا ستفعل إن مرضت وعجزت عن إخراجها من جسدك؟
3- تخيّل سيارتك ترفض حرق البنزين وعطلانة ولا تقوم بدورها في توصيلك إلى الأماكن التي تريدها؟
4- هل تستثمر ما وهبك الله من نِعم أفضل استثمار؟