حكاية الممرض الذي قتل 84 نفساً بحجة مقاومة “الملل”

حكم على الممرض الألماني نيلز هوغل بالسجن المؤبد لإدانته بقتل مريضين، لكن السلطات تحقق معه اليوم مشتبهة بأن عدد ضحاياه يصل إلى 84، في قضية لم تشهد لها ألمانيا مثيلا من قبل.
وتحقق السلطات الألمانية مع الممرض نيلز هوغل المشتبه بقتله 84 شخصا على الأقل وذلك بمناولتهم جرعات كبيرة من الأدوية، في قضية لم تشهد لها البلاد مثيلا من قبل. وقال الممرض إن دافعه أحيانا كان قتل الملل.

وقال يوهان كوم قائد الشرطة في أولدنبرغ شمال ألمانيا للصحافيين “توصلت لجنة التحقيق الخاصة إلى أن عدد الضحايا هو 84 على الأقل”. وقالت آرن شميدت رئيسة لجنة التحقيق “إنه رقم فريد في تاريخ الجمهورية الاتحادية” الألمانية.

وعمد الممرض نيلز هوغل إلى الإجهاز على ضحاياه بجرعات كبيرة من الأدوية، خصوصا لمن كانوا منهم في الإنعاش. ويشك المحققون في أن يتمكنوا من تحديد عدد ضحاياه بدقة. وأوضح توماس ساندر المحقق في أودنبرغ “لا أحد يعرف كم هو عدد الجرائم التي ستكتشف بعد”.

بانت خيوط هذه القضية في العام 2005، حين فاجأته زميلة له وهو يحقن مريضا بعقار لم يصفه له الأطباء. وحكم عليه في العام 2008 بالسجن سبع سنوات ونصف السنة بتهمة الشروع في القتل.

وأثناء مكوثه في السجن، صار الممرض يقر تباعا بجرائمه ما دفع السلطات إلى إعادة فتح التحقيقات. ثم صدر عليه حكم جديد، وهو السجن مدى الحياة، بعدما أسفرت التحقيقات الجديدة عن إدانته بقتل مريضين. وقدم الممرض اعتذاراته لأقارب ضحاياه، وقال إن دافعه أحيانا كان قتل الملل.

وتعتقد الشرطة أن إجمالي ضحايا الممرض يصلون إلى 180 على الأقل، فقد بدأوا يحققون بملابسات وفاتهم، بنبش قبور المدفونين منهم في المقابر، فيما يصعب التأكد ممن تم حرق جثثهم بناء على وصياتهم أو رغبات ذويهم.

وكان نيلز هوغل البالغ 40 سنة، يتسلل إلى غرف الإنعاش، باحثا فيها عن مرضى أكثر حرجا، وهناك يحقن الواحد منهم بجرعة زائدة من دواء للقلب، يلفظ بعدها المحقون آخر أنفاسه ميتاً، ومنهم من لاحظت زميلة له بالتمريض أنه يكاد يحقنه بدواء لم يصفه له أحد من الأطباء، فأسرعت ومنعته من إكمال نواياه، وبعد التحقيق اتضح أنه كان يتعمد الإجهاز عليه، لذلك اعتقلوه بتهمة محاولة القتل، وحكموا عليه في 2008 بالسجن 7 أعوام ونصف العام، وخصصوا له أطباء نفسانيين يعالجونه مما هو فيه.

وآخر المعلومات بشأنه ذكرتها قبل يومين “آرن شميدت” رئيسة لجنة التحقيق معه، وقالت: “بعد تحليل 134 جثة مدفونة، وجمع مئات الشهادات، نؤكد ارتكاب 90 جريمة على الأقل، وهناك عدد مماثل يجري التثبت منه (..) وهو رقم فريد بتاريخ ألمانيا” فيما نقلت الوكالات عن “دانييلا بوليمان” المدعي العام في مدينة “أولدنبرغ” إن الممرض لا يتذكر كل الحالات “لكنه يتذكر تصرفه في قتل 30 مريضا”.




المقالات ذات صله